مو طبيعي
عدد المساهمات : 137 تاريخ التسجيل : 20/08/2011
| موضوع: انتظار الفرج الإثنين سبتمبر 12, 2011 7:57 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز :" و انتظروا إنا منت...ظرون" ، انتظار الفرج تكليف و واجب كل مكلف في زمان غيبة إمامنا الحجة بن الحسن أرواحنا فداه و هو أحب الأعمال إلى الله عز و جل ،
لكن الكثيرين لم يدركوا حتى الآن المعنى الحقيقي السامي للانتظار , فقد يظن البعض أن الانتظار هو المداومة على قراءة دعاء العهد أو دعاء الندبة أو دعاء الفرج ، و يرى آخرون ممن يردّدون ( هدفنا أن نكون من أنصار الإمام .. اللهم اجعلنا من أنصاره ..الخ)
أنهم من خيرة المنتظرين ثم نجدهم يغتابون أو يكذبون أو يؤذون المؤمنين ،
كل تلك الأدعية و الأذكار أمور حسنة و مندوبة لكن الانتظار الحقيقي ليس مجرد لقلقة لسان و لا أقوال تفتقر إلى التطبيق الواقعي ، كما أن ثلة من المؤمنين جعلوا جُل اهتمامهم في رغبتهم برؤية الإمام عجل الله فرجه و نسوا القضية الأهم و هي رضاه عنا ،
و نتساءل الآن : كيف نصل بانتظارنا إلى المعنى المطلوب الذي يحبه الإمام و يرضاه؟ لكي نصل لابد أن نعرف أنّ أنصار الإمام أرواحنا فداه لم ينالوا هذا الشرف إلا لتميزهم بخصال حميدة جعلتهم من المرضيين عند الإمام عليه السلام ، فهذا الناصر قد تخلى من الرذائل و تجلبب بحلية الفضائل ، أي أن الانتظار الحقيقي هو إصلاح أنفسنا من كل عيب و تطهيرها من الذنوب و المعاصي و درنها و قبيح الأخلاق و مذمومها و كل صفة حيوانية منهي عنها ، و اجتناب كل ما لا يرضاه الله تعالى و الورع عما حرمه ، و التحلي بمكارم الأخلاق و الالتزام بالأوامر و الواجبات و الإقبال على الطاعات و فعل الخيرات ، و السعي لبلوغ غاية العبودية و التذلل لله تعالى
حيث يقول إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في معنى العبد :" العين علمه بالله و الباء بونه عن الخلق و الدال دنوه من الخالق" ، و هذا لا يحصل للإنسان بسهولة بل بمجاهدة النفس و الشيطان بالرياضات الروحية لا سيما في مواسم العبادة فهي أفضل الفرص ، و طلب العلم من منبعه الصافي محمد و آل محمد صلوات الله عليهم ، و التوسل بهم بخدمتهم فهم عطاء الله و الفيض الالهي المتجدد الذي لا انقطاع له ، و نحاول قدر المستطاع جعل حركاتنا و سكناتنا كلها قربة إلى الله تعالى و نحذر من الغفلة ،
و بعد إصلاح أنفسنا نساعد الآخرين في تطهير ذواتهم بتوجيههم و تقديم النصيحة بشروطها ، و نذكرهم دائماً بالله تعالى و بإمام زمانهم عجل الله فرجه ، كأن نقصص عليهم قصصاً من سيرة العترة الطاهرة ، و أن نوظف الإمكانات المتاحة لخدمة الدين و المذهب و لكن بشرط الإخلاص لله تعالى و إزاحة حجاب العجب و الرياء فالأعمال بجودتها لا بكثرتها حيث يقول الله تعالى إنا جعلنا ما على الله زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا) ، و الآن نستطيع إدراك معنى قول رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم :" خير أعمال أمتي انتظار الفرج" فالانتظار قول و عمل.
| |
|