معرفة الله

بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة الله



إن شرف الإنسان وفضيلته التي بها فاق جملة من أصناف الخلق هو بإستعداده لمعرفة الله... سبحانه التي هي بالدنيا كماله وجماله وفخره وفي الأخرة عدته وذخره . وإنما إستعد الإنسان لهذه المعرفة بما وهبه الله تعالى من نعمة القلب لا بجارحة من جوارحه .

ميزات القلب :
1_ القلب هو العالم بالله وهو العامل لله ، والساعي الى الله وهو المتقرب اليه ، وهو الكاشف لما عند الله . وإنما الجوارح إتباع للقلب وخدم له وألات يستخدمها القلب ويستعملها إستعمال المالك للعبيد ، وإستخدام الراعي للعية والصانع للألة .
2_القلب هو المقبول عند الله إذا سلم من غير الله وهو المحجوب عن الله إذا صار مستغرقاً بغير الله وهو المطالب وهو المخاطب


وهو المثاب وهو المعاقب .
3_ القلب هو الذي يستعد بالقرب من الله تعالى فيفلح إذا ذكاه وهو الذي يخيب ويشقى إذا دنسه ودساه .
4_ القلب هو المطيع لله بالحقيقة وإنما الذي يظهر على الجوارح من العبادات فهي أنواره .
5_ القلب هو العاصي والمتمرد على الله وإنا يظهر على الأعضاء من الفواحش فهو إثارة وبأظلام القلب وإستنارته تظهر محاسن الظاهر ومساوئه إذ كل إناء يترشح بما فيه .
6_القلب هو الذي إذا عرفه الإنسان فقد عرف نفسه وإذا عرف نفسه فقد عرف ربه وهو الذي إذا جهله الإنسان فقد جهل نفسه وإذا جهل نفسه جهل ربه ومن جهل بقلبه فهو بغيره أجهل . إن أكثر الخلق جاهلون بقلوبهم وأنفسهم وقد حيل بينعم وبين أنفسهم فأن الله يحول بين المرء وقلبه وحيلولته بأن لا يوفقه لمشاهدته ومراقبته ومعرفة صفاته وكيفية تقلبه بين إصبعين من أصابع الرحمن وأنه كيف يهوي مره ألى أسفل سافلين ويرتقي الى عالم الملائكة المقربين . ومن لم يعرف قلبه لكي يراقبه ويراعيه ويترصد ما يلوح عليه من خزائن الملكوت فهو ممن قال الله تعالى فيه (ولا تكونوا كاذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون )فمعرفة القلب وحقيقة أوصافه أصل الأديان وأساس طريق السالكين