بيك يا حسين
لم يكن في كربلاء علاقة ٌ تشبه علاقة زينب بأخيها الحسين (عليه السلام)
فزينب كانت أخت الحسين التي تربت معه منذ ولادتها إلى حين استشهاده.
ولهذه العلاقة عظيم الأثر على تعميق الجرح الذي أحدثه ذبح الحسين (عليه السلام)في نفسها.
زينب لم نعرف الحسين كـــــــأخ شقيق فحسب بل إنّ علاقة الإخوة بينهما كـانت بوابة واسعةًعرفت من خلالها زينب (عليها السلام)من هو أخوها وسيد شباب أهل الجنة وإمام زمانها وسيدها في الدنيا قبل الإخرة.
وعلاقة زينب (عليها السلام)بالحسين الإمام كـأنت أعمق كثـــــيراً من علاقة زينب بالحسين ’الأخ’ فقد عرفته أكثر من الذين
استشهدوا بين يديه,ورأت مكــانته رأي عين فكان يقينها أشد من الأنصار يوم العاشر.
ومع الأسف إنّ ادبياتنا اليوم تركز على زينب التي فجعت في أخيها ولاتتحدث أبداً عن علاقة الإمامة التي تربطهما.
وكأنّ عاطفة القرابة أقوى من من العلائق الدينية التي تربطهما.
ومو خلاف مايرويه التاريخ فزينب (عليها السلام)كانت أشداهتماماً بتنفيذ أوامر إمامها من اهتمامها في اشباع حاجاتها العاطفية من أخيها ,ونجد في التزامهابأوامر الحسين (عليه السلام)حرفياً دليلاً واضحاًعلى ذلك خصوصاً إذا لاحظنا تعارض هذه الأوامر مع عاطفة زينب كما نجد الأمر ذاته في رجوعها إلى ابن أخيها زين العابدين(عليه السلام)بعد استشهاد الحسين(عليه السلام).
أما أكبر دليل على أنّ عاطفة الأخت لديها لم تكن تقارنواجبها الديني بقوة تدينها وأدائها لواجبها الديني هو رفعها لجثة
إمام زمانها .وهي جثة مقطوعة الرأس مرضضة الأضلاع مكسرة العظام تسيل الدماء من جراحاتها التي يصعب الجزم بعددها.
زينب رفعت أخاها بهذه الصورة التي لاتطيق أي أخت أن تشاهد أخاها فيها وأشارت إلى الباري قائلةً
’تقبله منها قرباناً يسيراً’
فهل قامتزينب بكل ذلك بدافع الإخوة ؟أم استجابةً للواجب الديني.
الغريب فعلاً أننّا ننسب الحسين (عليه السلام )إلى أنفسنا على أنّه إمامنا وننسبه إلى زينب على أنه أخوها وحسب .
ثمّ يكتفي بعضنا بالبكــاء والعويل كالثكالى,بل إنّنا نكمل تشويه المشهد بإسقاط قصورنا وتقصيرنا على العقيلة زينب فننسب لها البكاء والعويل فقط وهو مانفعله نحن لا ماقامت به هي .ناسين أو متناسين بأنّ زينب قد ورثت من أخيها راية الرسالة
وتحملت لأعباء وهموم كربلاء ,وهو ماأدى إلى الإسراع بها إلى قرب أخيها عند الرفيق الأعلى.